-A +A
جهير بنت عبدالله المساعد
ضجيج ثار في العالم الإسلامي... شبيه بحركة بحيرة ألقي فيها حجر. وفي عالم مفتون بالألقاب يكون الضجيج متوقعاً على قرار الحكومة البريطانية منح سلمان رشدي جائزة مكونة من لقب (فارس)! وعلى أن الجائزة لا تتعدى التنابز بالألقاب وبمعنى آخر التمييز بالألقاب بين الناس بما يُماثل التمييز العنصري عند الغرب!! إلا أن العالم الإسلامي كعادته أسمعنا جعجعته ولم نرَ له طحناً حتى الآن. بينما السلوك البريطاني إعلان صريح فصيح عن ظاهرة تسييس الجوائز الثقافية والفكرية واثبات الاختراق الثقافي الغربي واستعماله مدخلاً لإثبات قدرة الغرب المُتمكن من تهييج الشارع الإسلامي دون أدنى مبالاة به. وظاهرة تسييس الجوائز واختراق الفكر ليست جديدة والرد الإسلامي أيضاً ليس بجديد. ففي كل مرة يتخذ الغرب دور الهجوم بطعنات في الصميم يتخذ العالم الإسلامي موقف الدفاع بالزعيق والضجيج. والجوائز الثقافية والفكرية والإبداعية مكملة لهذا المناخ وهي جزء من المنظومة الاستعمارية... فالغرب يستعملها بمنحها لأغراض سياسية ولتحقيق هذه الأغراض توهب الجوائز التي ليس لها بريق لمن يستحقها من أبناء الأمة الإسلامية شرط أن يكون مخالفاً ومحرضاً ومغضوباً عليه لتصبح هذه الجوائز بشخوصها المارقين الجبهة الأمامية ضد العرب والمسلمين، إنها جوائز ليس لها بريق إنما لها مهام وأولى مهامها استفزاز العالم الإسلامي وممارسة سياسة الغطرسة ضده، تلك السياسة الخاصة بالمستعمر حين ينظر بها إلى المستعمر (الأولى بكسرة تحت الميم والثانية بفتحها) أما الخزي... فمثل هذه الممارسات المكشوفة برهان على أن الاتصال والتواصل الثقافي يسيطر عليه الغرب والعرب والمسلمون أتباع وردود أفعال! والجوائز المثيرة للانتباه مع تواضع مضامينها مصدرها الغرب بينما العالم الإسلامي مبادراته معدودة ومحدودة وجوائزه قليلة قلما ينتبه إليها أحد. والأدهى مرارة أن هؤلاء الضاجين والمنفعلين للقب الممنوح لسلمان المكروه يُبجلون الجوائز الغربية أكثر من الجوائز العربية بل ولو كانت هذه الجائزة لأحد الغاضبين لن يرفضها وهم اليوم يضجون ويرسلون ضجيجهم ثم يتمسحون بهذه الجوائز بسيرتهم الذاتية. فمعظم الفائزين بجوائز أجنبية يذكرونها في سيرتهم الذاتية حتى لو كانت جائزة ترضية أو جائزة أقبح إبداع في العالم!! لكن يسقطون من حساباتهم جوائزهم العربية، ولا يذكرونها بنفس القوة! إنها حالة الازدواجية والنفاق والعنترية الكذابة حين يكون هواها غربياً ولسانها عربياً!! ثم حكاية التخلف الإنساني فكيف يقطع عربي مسلم رأس أخيه أمام الملأ ثم يريد من هذا الملأ.. أن يحترم عبقرية هذه الرؤوس المجهزة للذبح على أيدي رفقاء الطريق.
من يطلب احترام العالم عليه أن يثبت استحقاقه لهذا الاحترام أيها الضجيج!